Thursday, June 19, 2008

لعنة النفط : براميل الدم



يعتقد البروفسير مايكل روز استاذ العلوم السياسية بجامعة كلفورنيا – لوس انجلوس : إن السلام يسود العالم الآن اكثر مما كان عليه الحال قبل 15 عام حيث تم رصد- قبل هذه الفترة- حوالي 17 صراع خطير و تشير كلمة خطير الي أن ضحايا الصراع المعني يتجاوز عددهم الالف قتيل سنوياً، هذا النوع من الصراعات تبقي منه فقط 5 صراعات حول العالم بينما انخفض عدد الصراعات الاقل خطورة من 33 الي27 حول العالم .
و بغض النظر عن هذا المنهج الكمي ، فإن عدد الصراعات في الدول المنتجة للنفط لم ينخفض لجهة ان الثروة النفطية ذات اثر تدميري على اقتصاديات هذه الدول ،حيث يستغل المتمردين النفط في تمويل انشطتهم ، كما تؤجج الثروة النزاعات الاثنية .اليوم و مع تناقض العنف بشكل عام فأن الدولية النفطية تحتل الصدارة في تنامي العنف و الصراعات بها ، وهي الآن تستضيف ثلث الحروب الاهلية في العالم بتصيفيها الخطيرة و الاقل خطورة حيث كانت في عام 1992 تمثل الخُمس . وفقاً للبعض ، فإن غزو الولايات المتحدة الامريكية للعراق يعكس ان النفط هو المغذي الرئيسى للحروب بين الدول ، وهو كذلك السبب في تنامي العنف بين مكونات الشعب العراقي ذاته .
ومن المرجح ان تتنامى في المستقبل أعداد الصراعات المرتبطة بالنفط في الدول النامية تبعاً لتزايد اسعار النفط و الغاز. في عام 2001م ثمنت مجموع العمل الخاصة بالطاقة بإدارة الرئيس بوش ظهور منتجون جدد للطاقة كفرصة لامريكا لتنويع مصادر وارداتها من الطاقة و يقلل اعتمادها على النفط المنتج في الخليج الفارسي . اكثر من اثنا عشر دولة في افريقيا ،حوض قزوين وجنوب شرق اسيا اصبحت حديثاً أو سيصبح قريباً من اهم مصدري النفط و الغاز. بعض هذه الدول بما فيها تشاد ، تيمور الشرقية و ميانمار تعاني مسبقاً من الاضطرابات الداخلية . و ما تبقى دولاً فقيرةً ،غير ديمقراطية و تحكم بواسطة نظم سيئة مما يرشحها للعنف كذلك . و في مقدمة ذلك ، فإن اسعار النفط تخلق نوعاً من الاقتصادات الهشة مما ينتج معه مزيد من الاضطراب.
فالنفط ليس استثناءاً ، الماس و المعادن الاخري تخلق مشاكل مماثلة ، و لكن كسلعة يلهث ورائها العالم ، مع اعتماد كثير من الدول عليها اكثرمن الذهب و النجاس او اي مورد آخر ، النفط له اثر اكثر وضوجاً و اكثر انتشاراً.

اللعنة

إن إزدهار النفط في السبعينات جلب معه نعمة عظيمة – و لكنه مؤخراً انغلبت الي نغمة – لكثير من الدول النفطية الغنية في العالم النامي .وفي السبعينات كذلك حظيت الدول النفطية بنمو اقتصادي سريع . و لكن في الثلاثة عقود اللاحقة كثير منها عانت لعنة الدين ،تزايد البطالة والضمور الاقتصادي. علي الاقل نصف اعضاء منظمة الاوبك اصبح من الدول الفقيرة بحلول العام 2005م اكثر مما كان عليه الحال بالنسبة لهذه الدول قبل 30 عاما خلت . الدول النفطية الغنية التي كانت واعدة يوماً ما ، مثل الجزائر و نيجيريا فشلت كنتيجة لعقود من الصراعات الداخلية . هذه الدول اصيبت بما يعرف بلعنة النفط . احد جوانب المشكلة هو متلازمة اقتصادية تعرف بالداء الهولندي ، ظهرت هذه المتلازمة بعد الاضطرابات التي ضربت الاقتصاد الهولندي في العام 1960م بعد اكتشاف الغاز الطبيعي في الشمال .

بقلم البروفسير :مايكل روز - مجلة الشئون الدولية


ترجمة : صالح موسى السليمي

بلغاريا - صوفيا
17/6/2008م