Sunday, February 12, 2012

فيتو غير اخلاقي


صالح موسى السليمي

بينما تناقلت وكالات الإنباء وفي مقدمتها رويتر خبر مفاده "أحرز مجلس الأمن تقدم يوم الأربعاء الأول من فبراير في المحادثات بشأن إقناع روسيا والصين بدعم قرار يدين العنف القاتل الذي تمارسه الحكومة السورية ضد شعبها "، حسب جاء ذلك على لسان المبعوث البريطاني لدى مجلس الأمن . في الوقت الذي تتربص فيه كل من روسيا والصين اللذان يملكان حق النقض الفيتو ضمن الدول الخمس عشر في مجلس الأمن بمسودة القرار الذي يدعمه الغرب والدول العربية ، وتتضمن مسودة القرار مطالبة بشار الأسد بالتنازل عن السلطة لنائبة من اجل وضع حد الأزمة السورية . " أحرزنا تقدم اليوم " هكذا قال السفير البريطاني مارك لييال قراند الذي كان يتحدث للصحفيين عقب اجتماع دام لما يقرب من ثلاثة ساعات، وأضاف هناك رغبة في أن يصل الجميع لنص يمكن تبنيه في الأيام القليلة القادمة، ولكننا لم نصل إلى ذلك بعد . من جهته قال المندوب الروسي فيتالي تشركن"لقد وصلنا إلى تفاهم أفضل فيما بيننا حول ما يمكن فعله والإجماع عليه واعتقد إنها مرحلة متقدمة " . وزعت مسودة القرار المغرب (المندوب العربي الوحيد في مجلس الأمن ) . وقال دبلوماسيون إن المسودة الجديد يتوقع صياغتها عقب اجتماع الأربعاء وستقدم لأعضاء مجلس الأمن أمس لمناقشتها " وأضاف آخرون إن النقاش سوف ينصب على مدى الدعم الذي يمكن أن يقدمه مجلس الأمن للخطة العربية من اجل كسر الجمود في الحالة السورية . هذا ، وتسعي الصين وروسيا من اجل رؤية مسودة ينص فيها بشكل واضح على عدم التدخل العسكري في سوريا كما حدث في ليبيا و أنهما قلقتان من أي مخطط يهدف إلى تغيير النظام في دمشق . و قال فيتالي تشركن "إننا لا نوافق على مسودة قرار دون أن نتأكد من مطابقتها للمعايير الدولية، وإنها لا تعمق الصراع على الأرض "
السؤال لماذا استخدمت روسيا هذا الفيتو ضد قرار إنساني في حد ذاته ! ثم ثانياً هل سيصمد النظام السوري في وجه هذه العاصفة الشعبية التي استمرت ما يقرب من العام وان خلعت عليه روسيا و الصين بزة الفيتو .المنطق يقول لا تراجع وأن نظام سوريا الفاسد لا عاصم له من الهاوية بعد اليوم ، فنظام سخر آلته العسكرية في حصد أرواح شعبه ليس جديرا بالبقاء . و سوف يتخلص الشعب السوري عاجلاً من حكم أل الأسد الذي نصب المشانق لأبناء سوريا اثنان وأربعون عام منذ عهد الأسد الأب .
و من حقنا أن نسأل ، منذ متي استخدم الروس والصينيون هذا الحق الفاسد المعروف بالفيتو في قضية إنسانية مذ تأسيس الأمم المتحدة في 1945م . تشير المعلومات إلي إن روسيا ولاسيما الاتحاد السوفيتي السابق هو أكثر أعضاء مجلس الأمن الخمس دائمي العضوية في مجلس الأمن استخداما لهذا الحق ، قد مارسه نحو127 مرة 119 قبل عام 1991م . أما الصين التي شغلت تايوان مقعدها الدائم في مجلس الأمن في الفترة من 1946 إلى 1971م فقد استخدمته تايوان في مرة واحدة في الاعتراض على قرار دخول منقوليا لمنظمة الأمم المتحدة . وعموما فالصين ومن قبلها تايوان قد استخدمتا هذا الحق 9 مرات منها 4 بالتعاون مع روسيا أو الاتحاد السوفيتي . إن الفيتو الأخير لهاتين الدولتين جاء ملطخ بدماء السوريين و سوف يكتب التاريخ أن روسيا والصين أسقطتا قرار الجامعة العربية الذي دعمته الدول الغربية من اجل وقف النزيف الدموي للشعب السوري الذي عشق الحرية وأبدى شجاعة نادرة في الوصول إليها ، فإذا كان محمد البوعزيزي قد احرق جسده لإيقاد سمعة الحرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فان شعب سوريا لم يترك الراية تسقط ، وبل رفعها بقوة وبسالة ومهرها بدماء غالية ذكية، وقدم دروس جديدة وفريدة من اجل الكرامة الإنسانية . وكما هو معروف فان كبريا الشعوب لا تقهر مهما تجبر الطغاة .
عاشت سوريا حرة
وعاش شعبها
الذي عشق الحرية
و البقية تتبع