Wednesday, March 9, 2016

في رحيل حسن الترابي

هذا الرجل عليه رحمة الله الواسعة، فتق جراح السودان مرات ومرات، فقد تبني منهاج إسلامي اعرج لا يخدم الإسلام ولا المسلمين، فحول شعار الإسلام المتسامح إلى فزاعة، يتهجس منها الناس في الشرق والغرب، بذلك يكون قد حرم الإسلام، هو من معه من مزية الانتشار التلقائي والعفوي مثلما انتشر عفويا في اندونيسيا وماليزيا وباكستان، وأفغانستان والهند وكشمير والبنقال، وميانمار، وغيرها من أصقاع الأرض في اروبا وأمريكا، والصين، حيث انتشر عفويا عبر التجار المسلمين وليس الدعاة المتطرفين، لاحظ التجار وأصحاب المصالح الدنيوية، لأن الدنيا كانت عندهم هي الدين.


فانفصال الجنوب، مثلا الذي هو من فضائل الترابي، عليه الرحمة، على السودان قد أوقف المد الإسلامي الطبيعى نحو افريقيا، بدل أن يظل الجنوب ضمن السودان، أسلم من أسلم وأبى من ابى، انفصل الجنوب ليتحول عاجلا أو آجلا إلى دولة مسيحية ستصبح حائط الصد الأول للمد الاسلامي.

من ناحية أجرى ، حسن الترابي ،عليه الرحمة ، لم يكن إنسانا عاديا، فنان أو شاعر، حتى نغرقه بهذا الحديث العاطفي الذي يشيء بتأييده فيما كان يفعل،  فالرجل صاحب افكار، علينا مواجهة أفكاره وتعريتها حيا وميتا، هو هنا ليس بحاجة لنتعاطف معه، الدعاء وهذا شأن اخر.

ثم ايها الحبيب ، لا تضع في أبناء الترابي وإشياعه ثقة ليديروا ظهرهم لكل هذه المغانم، ليتبنوا مجددا نهج يدعو للتسامح ، العدل والشورى، والمساواة، هذا حديث للحلم اقرب من الحقيقة، ورب يبول الثعلبان برأسه فقد هان من بالت عليه الثعالب.

No comments: