Monday, March 12, 2012

فيتنام ، رحلة العودة و حديث الذكريات 2

في هذه الحلقة نتناول بشكل مختصر الحياة في فيتنام  وهنا اقصد هانوي فهي المدينة التي سكنت فيها، بل في قلبها على مقربة من بحيرة هوان كيم والتي تاخد المقاطعة منها الاسم ، مقاطعة هوان كيم ، البحيرة بطول بقرب من اثنين كيلو وفي شكل بيضاوي يأمها الناس من مناطق كثيرة طلباً للراحة والاستجمام، ولاسيما في المناسبات الاعياد ،العطلات الرسمية ومواسم الزيجات حيث يحفها العرسان من كل الجوانب يلتقطون صورهم التذكارية ، وكما يقصدها السواح من مناطق خارح مدينة هانوي بل ان هناك سواح من خارج فيتنام من دول الجوار الاسيوي والبعيد و القريب، بل هناك من هم من اوروبا و امريكا، هذا عن بحيرة هوان كيم وهي واحدة من ست و ثلاثون بحيرة تغرف فيها مدينة هانوي، ونشير هنا الي أن كلمة هانوي و تتكون من مقطعين (ها) و (نوي) تعني حسب ما علمت "الداخل "، اي داخل النهر والعهدة على الراوي . الشعب هنا طيب وبسيط كثير منهم لايفرق بين امريكا وافريفيا ، لايكرهون الغريب ولايحتفلون به، وتغلب على طبائهم الفضول والطيبة ، اذا دخلت احد المحال للتبضع وتحدثت باللغة الاتجليزية يبحثون فيما بينهم عمن يتحدث الانجليزية ولكن ما أن تنفرح اساريرك بقرب الحل الا و تلجمك المفاجئة بان معرفته لاتتجاوز معرفة اسم معجون السنقنال التي حكتها النكته السودانية . وانت في الشارع تحث بان كثيرون برغبون في الحديث اليك ولكن حاجز اللغة يكون العقبة دائماً.
من المأكولات الشعبية ما يعرف ب(الفو) وهي شوربة من الندل المعروف جميلة  ولذيدة ، عندما يكون الدجاج احد مكوناتها تسمي ب(الفوغا) وقد جربتها مرات عديدة واعجبتي ،ومن سماتها الوفرة بحيث لايخلو ركن او شارع  زقاق من الفو ، ورخيصة الثمن . في المائدة الفيتنامية يتربع الارز كملك لايباري ، فالاصل في الاكل في فيتنام هو الارز و ماعداه  وتزويقات لا تعدو كونها اضافات غير لازمة و لهم في ذلك حكاية شعبية تقول " كان الارز في الماضي البعيد لا يزرعه الانسان الفيتنامي ، بل ينزل من السماء بعد تلاوة جملة من التراتيل التعبدية ويتنزل في شكل عبوات كبيرة بعد انتهاء هذه الصلاوات ، وفي يوم من الايام طلب العريس من عروسته تهيئة المكان لنزول جولات الارز، وذاك بكنس وتنظيف المنزل، وقبل ان تفرغ العروس من نظافة المنزل دخل العريس في الصلاة فتنزلت بالات الارز وقضت على العروس وعندما خرج العريس شاهد الفاجعة ماتت قرينته دهساً تحت بالات الارز ، من يومها كتب على الفيتناميين ان يضربو في الارض لفلاحتها و زراعة من أجل العيش الكريم ،وان لا حياة لهم من غير الزراعة ، و اصبح وفقا لذلك من اسس الثقافة المرعية  " العمل مقابل الطعام " ، وهناك قناعة راسخة بصحة هذه المعادلة القائمة العمل مقابل الطعام " . مما يدهش المرء هو تفاني هذا الشعب في العمل ، الكل يعمل هنا ، شيب شباب، نساء رجال، الكل يعمل، ولقد تمنيت في يوم لو ان ابناء شعبي هكذا يعملون في تلكم الارض الحبلي . و نتيجة لهذا العمل الدؤوب ، فان فيتنام هي الدولة الثانية بعد تايوان في انتاج الارز حول العالم ، حيث يتنج في ثلاثة مناطق رئيسية وهي منطقة دلتا تنهر الميكونغ في اقصي الجنوب من مدينة سايجون وهي هو شي منه حاليا ، ومنطقة الدلتا الشمالي ، والمنطقة الاخيرة هي منطقة المرتفعات والتي تتميز بانتاج انوع محددة من الارز و هذه المناطق تنتج 60 ،32 و8 في المئة من انتاج البلاد على التوالي . المهم في الامر ان هذا الانتاج الوفير من الارز يمثل فقط 5% من الصادرات الفيتنامية ، التي تتصدرها الملبوسات والملبوسات 18% و تليها الاطعمة البحرية 8% و تليها الاحذية 8%  و ما الي ذلك .
وسيلة الموصلات الاوفر حظاً هي الدراجات النارية المعروفة عندنا في السودان بالموتر، اشارة بعض الاحصاءات بشأن معالجة مشكلة مواقف السيارات في هانوي الي وجود نحو مليون سيارة و 3.5 مليون دراجة نارية . فالدراجات في الحقيقة سهلة في الحركة وايجاد المرأب ، لكنها ملوثة للبيئة ففيتنام واحد من عشرة من حيث تلوث الهواء حول العالم .

                                                                                          انتهي 
                                                                                                   نواصل

No comments: