Thursday, March 15, 2012

فيتنام،حديث العودة والذكريات 4

الطريق الي فيتنام لم يكن بسيطا وعاديا، هنا لاقصد ان الصعوبات فحسب، ولكن عملية الاخيتار من بين خيارات اخري متاحة ولكل تكلفته الحدية ، فعندما طلب مني في مارس 2011م العودة  الي السودان، علمت ان لبساً ما قد وقع وعلي ان اتعامل مع هذا اللبس بهدوء لانه ليس من مصلحة احد ان بتربص بي دون وجه حق . ما حدث  كان امراً مؤلماً لي ولاسرتي الصغيرة وصادماً لاصدقائي واسرتي الكبيرة ،والسبب وهوعدم معرفة هؤلاء لبعض التفاصيل التي قادت الي هذا اللبس. ليس هذا فحسب بل ان العديد من هؤلا رمي بتفسيرات سياسية مفارقة للحقيقة ،ولكن من حق اي انسان ان يبحث عن الحقيقة بالطريقة التي يرها اقرب الي المنطق . اذكر حينها كنت اجهز نفسى لاجراء عملية تفيت حصوة من صديقاتي اللائي يسكن كليتي من حين لاخر ، فانتهزت فرصة الخلوة فكتب بعض الارشادة او قل خارطة طريق لمعالجة الازمة التي ربما تقود الي فصلي من الخدمة التي احببتها، تقوم هذه الخارطة على محاولة شرح المشكلة لجهات الاختصاص وتلمس الحلول معها لانه ليس علي شئ موضوعي لاصدار ما صدر بحقي ضمن اخرين قضى بفضلهم من الخدمة ، عطل عجلة حياتهم وشل تفكيرهم ، فالسودان دولة المواطن فيها له من المشكلات ما يكفية ناهيك مشكلات اضافية تتعلق بقطع الارزاق ، قديما قيل" قطع الاعناق ولاقطع الارزاق " هذا القول صحيحا فيما اري !!!
المهم في الامر اني قمت بمتابعة خريطة الطريق الي يوم 8/7/2011م ، وحينها علمت انه قد سبق السيف العزل ، وان الفصل من الخدمة قد تم بالفعل وان خارطة الطريق قد فشلت كما حدت في كل المرات لمعالجة ازمة الاحتلال الصهيوني لفلسطين وانهار كل شئ وان "الفتق قد اتسع على الراتق "، كنت في اسرتي الصغيرة اقول بان الله لن يتركنا وان قلت لاصدقائي بالعمل " ان جفتك دار فالي الله الف دار " استمر الحال هكذا الي أن اصبحت مواجه ببعض الحقائق التي لابد منها، اصبح التعلق بالامل في حد ذاته ليس حلاً، ولكن العمل من اجل ايحاد الحلول هو النظرية الافضل والاكثر عملية . لم يكن لدي ادني طموح في الهجرة ولكن "المضطر يركب الصعب" كان دائما يحول بخاطري هم اسرتي الصغيرة ، وكيف تواصل مسيرتها مع ايماني بان الله سوق يقيض لي مخرجاً من حيث لا احتسب ، وكما قلت في البداية فكرت في الهجرة لكن ليس على النسق المعروف .
ففي صباح يوم ما من صباحات السودان الجميلة هاتفني من يحمل لي نبأ وجود فرصة عمل تتوقف على موافقتي، وفي الحال اعلنت موافقتي المبدئية وطلبت مزيد من الزمن للتفكير ولم يمضى سوى يومين او ثلاثة حتي اعلنت موافقتي على السفر الي بلد " لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس " و لم تمضي اكثر من عشرون يوما حتي وجدت نفسى لوجه لوجه في مطار نو باي الدولي في هانوي العاصمة الفيتنامية وكان ذلك في 4/12/2011م .

انتهى
نواصل

No comments: