Wednesday, March 28, 2012

فيتنام حديث العودة و الذكريات 8

من اجمل ما يلحظه من زار هانوي على الاقل في فيتنام هو قدسية العمل لدى الشعب الفيتنامي ، عندمت كنا  صغار كنا نردد مع الفنان السوداني ابو عركي البخيت اغنية يقول مقطعها" العمل في حد ذاتو للبيشعر مسئولية " تذكرت هذا المقطع مرات عديدة لكثرة ما لفت انتباهي  اصناف العمل لدى هذا الشعب وممارستها منذ الصباح الباكر . الغريب في الامر، عند ما كنت في بلغاريا كان اصدقائي من الدبلوماسيين ولاسيما العرب يرددون امامي مقولات وقصص ونوادر تحكي عن كسل الشعب السوداني وعدم حبه للعمل، وهذه القصص مثيرة للدهشة بالنسبة لي لسبب بسيط لاني كنت مشبع بحالة عدم الرضى عن اداء الاجهزة المنوط بها تفعيل طاقات الشعب السوداني  وحفزة للعمل وجرة الي ميادين العمل جراً . ولكن بوجودي لفترة القصيرة في فيتنام تبين لي ان حالنا في السودان بامكانها ان تكون ابدع باكثر مما كان .

هنا عندما تشرق الشمس ينصرف كل الناس الي ممارسة اعمالهم بغض النظر عن نوعية هذه المهام و ماتدره من دخل، ولكن الاساس في الامر هو الانصراف للعمل  وكفي، وهذه هي روح المسئولية التي تحدث عنها شاعر ابوعركي البخيت "العمل في جد ذاتو للبيشعر مسئولية " وقلت في حديث سابق قد "وكم تمنيت ان يعمل شعبي بهمة شعب فيتنام "كغيرة في ابهي تجلياتها، هنا لا احد يعتمد على الاخر مهما تكن صلة القربى والمودة . قال محدثي في الريف الانصراف الي العمل يأخذ منحي اخر كما وصفه " تراهم يتراكضون كأن يومهم الذي هم فيه هو اخر يوم لانجاز عملهم هذا " تقول بعض التفسيرات حول الكسل والاتكالية ان مصدرها هو الدين، بالنسبة لنا هذا تفسير خاطئ بالجملة، فالاساس "اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين "في معني الاية . فالتكافل في الاسلام  كحالة للتناصر المجتمعي حتي يوفر المجتمع حاجيات افراده غير القادرين على العمل، ولكنه لايعني باي حال بث روح العطالة والاتكالية بشكل عام .           

No comments: